ميدلت بريس.نت-بقلم ادريس ايت حدو
بمناسبة تجديد مكتبها في هذا اليوم التاريخي01 مارس الذي يعد بالنسبة لعامة الناس بداية شهر تعاد فيه الحياة إلى الأرض فتسترجع الطبيعة حيويتها بعد سبات فصل الشتاء الذي يخيم ويؤثر بتقلبات طقسه على الحالة النفسية للإنسان، نتمنى التوفيق والنجاح لهذه الجمعية الراشدة (18 سنة) من الوجود والتواجد البيئي الميداني الفعلي، و الرشيدة لكون أعضائها من خيرة ما تزخر به ميدلت من أطر مناضلة نزيهة وضعت على الدوام مصلحة الجمعية فوق كل اعتبار؛ وحديقة الشلال التي يخدمونها بأيديهم مقابل تدخل محدود و محتشم لبعض شركاءها الرءيسيين, لخير شاهد، ولولاهم لأصبحت جرداء ومرتعا للكلاب الضالة، المتسكعين والمدمنين على مختلف المخدرات.

دون أن نغفل الإنجاز الكبير المتعلق بتشجير، 80 هكتارا سنة 2016 بجبل العياشي بالجماعة الترابية ايت ازدك ميدلت، بالبلوط الأخضر وبشتلات شجر الأرز ناهزت 48الف شتلة بشراكة مع المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر.


العملية التي جاءت نتيجة فوز الجمعية في مبارة على الصعيد العالمي نظمتها جمعية أمريكية تعنى بالهشاشة البيئية والتي تتبعت المشروع منذ البداية وفي جميع مراحله والذي حقق نتائج جد جد مشجعة لم يستطع القطاع المسؤول عن الغابة تحقيقها رغم توفره على الميزانيات الضخمة ، الإمكانيات الكبيرة و كذا التخصص النوعي والقانوني يمكنها من حماية وإنجاح مشاريعها.

هذا المشروع كان من بين حسناته تنظيم عدة أيام دراسية أطرها خبراء مرموقين والتي حضرها منتخبون، نخبة عريضة من فعاليات المجتمع المدني و الساكنة المحلية، لمناقشة ومعالجة ظواهر متعلقة بالماء وطرق ترشيده، الغطاء الغابوي والتنوع البيولوجي وتأثير اننثاره على المنظومة البيئية عموما.

كما كانت مناسبة للقيام برحلات ثقافية وتوعوية لفائدة ساكنة سفح جبل العياشي عبر فعاليات المجتمع المدني حيث تمت زيارة عدة تعاونيات وجمعيات تشتغل في الحقل البيئي بكل من منظمة الحوز “مراكش” و شفشاون، وقف من خلالها المشاركون على طرق تنمية تلك المناطق وكذا طرق خلق أنشطة مذرة للدخل دون المساس بالموارد الطبيعية الهشة وكذا الاستفادة من خبرة النسيج الجمعوي النشيط.

نجاح المشروع بين أن الطبيعة قادرة على أن تجدد نفسها بنفسها بحكمة من الله سبحانه، شريطة أن يرفع الإنسان أذيته عنها، كما كنا نقول دائما ومعنا مجموعة من الأخصائيين الأجانب أمثال الأستاذ الباحث ميشيل تاريي(Michel Tarrier ) الذي كان يجوب سنويا لمدة 06 أشهر، عدد من المناطق من المغرب من بينها منطقتنا، منذ 1982 بحكم أنه متخصص في علم الحشرات وخاصة الفراشات التي كان يطارها لتصويرها و دراستها لدرجة أن البعض منها تمت تسميتهم علميا باسمه.

وهو الأن يتأسف لحال جبل العياشي الذي خبر أغواره، طبيعته، غطاءه النباتي والغابوي، وحيشه و تنوعه البيولوجي؛ وقد أسال ميداد كثيرا وأنجز تقارير ومقالات علمية هادفة و كثيرة بقية حبيسة رفوف الإدارة المعنية.
كيف كان وكيف أصبح.

ختاما؛ هنيئا لنا جميعا بالجو الديمقراطي الذي جرى فيه تجديد مكتب الجمعية حيث غاب حب الكراسي ولم يترشح الرئيس السابق الأستاذ محمد زهيدي ولا الأستاذ حسين أبلحسن، الرئيس الحالي و تم اقتراح مناضل آخر خبر العمل الجمعوي وناضل في نفس الجمعية وأعطى لها الكثير : إنه الأستاذ عبد الرحمان مغراوي الذي نهنئه على الثقة التي وضعها فيه الجمع العام، متمنين له التوفيق والنجاح في هذه المهمة الصعبة، راجين من جميع أعضاء المكتب والمنخرطين الوقوف إلى جانبه من أجل بلوغ الأهداف المنشودة.
