ميدلت بريس.نت-حميد الشابل
ميدلت المدينة المشهورة التي تقع تحت سفوح جبل العياشي الشامخ تنخرط هي الأخرى في مقاومة هذه الجائحة العالمية التي اجتاحت جل مدن الكرة الأرضية. فقد أخذت الأمر من الوهلة الأولى لإعلان حالة الطوارئ الصحية محمل الجد، وتعبأ الجميع في تطبيق هذه الأجراءات على أحسن وجه، وأبانت الساكنة الميدلتية على وعي ونضج قل نظيرهما.
امتثال لتوجيهات المسؤولين والبقاء في البيوت إلا اذا لزمت الضرورة القصوى الخروج، والعودة سريعا بعد قضاء المآرب على وجه السرعة، مع احترام مسافة الأمان بين المرتفقين، إغلاق كلي للمحلات التجارية بعد حلول السادسة مساء وانطلاق حظر التجوال، حملات التحسيس والتوعية التي تسهر عليها مجموعة من الأطراف تحت رعاية ووصاية السلطات المحلية، بتنسيق مع الجماعات الترابية. بآلاضافة إلى عملية التعقيم المستمرة من اليوم الأول، والتي استفادت منها جميع أحياء المدينة والمداشر التابعة لها والمحيطة بها، وتلك التي تقع تحت نفوذ الجماعات الترابية المجاورة لمركز المدينة وعلى أطرافها، تجوّل يومي للمسؤولين من مختلف القطاعات لقضاء أغراض المواطنين والتخفيف من معاناتهم. وفي هذا الإطار سهرت السلطات المحلية شخصيا على توزيع المساعدات الإنسانية التي استهدفت و تستهدف على الخصوص الأسر المعوزة التي تعيش الهشاشة، بالعديد من أحياء المدينة. والتي يتطلع السكان ممن التقيناهم أن تستمر وأن تمس باقي الأحياء والمداشر التي لم يصلها نصيبها من هكذا هبات ومساعدات، التي لا يخفى على أحد أهميتها في التخفيف من تداعيات بقاء الناس في المنازل بلا شغل ولا مشغلة.
المواطنين بهذه الربوع الغالية ضربوا احسن الأمثلة في الانضباط والهدوء، وحب الوطن. وقد رددت الحناجر الميدلتية بأحاسيس جياشة من منازلها غير ما مرة النشيد الوطني برهبة تنم عن وطنية عالية أبكت العديد منهم.
من المهم أن نشير إلى انتشار ثقافة التطوع والخدمة الطوعية بين صفوف الميدلتيين أفراد وجماعات وجمعيات دون ذكر الأسماء خوفا من نسيان أحد الأطراف. لأن الحكمة هي تشجيع هكذا مجهودات على العمل للحد من خطورة هذا الوباء، مع التذكير دائما على توخي الحذر والالتزام بقواعد النظافة والسلامة الصحية والانخراط في التدابير الاحترازية التي تتخذها السلطات المغربية بكل وطنية ومسؤولية.
لا يفوتنا من هذا المنبر دعوة المحسنين والأغنياء بهذه المناطق إلى مضاعفة عمليات الإحسان بمعية السلطات المحلية بمختلف رواتبها التي يشهد أبناء الأقليم ممن تواصلنا معهم أثناء الاشتغال على هذا المقال انهم أبانوا عن تعامل رفيع وتواصل راق يضع مصلحة المواطن والوطن فوق كل اعتبار.
ميدلت المدينة إلى حدود اللحظة خالية من العدوى. لكن أختها الشقيقة الريش لم تسلم وأصيب بها 12 شخصا ينحدر جلهم من عائلة السيدة التي أعلن عن إصابتها كحالة أولى بالريش. ويرجع سبب كثرة الإصابات إلى وليمة العزاء بعد وفاة زوج المريضة.
ولكل من يسأل عن حال ميدلت الحبيبة أيها الاحباب:
ميدلت تقاوم هذه الأيام الصعبة كورونا بعنفوان، ميدلت زاهية مُتحدة بمواطنيها من مختلف الشرائح وبمسؤوليها وممتنة لمن يقف سدا منيعا في وجه انتشار الوباء، وفي مقدمتهم أصحاب الوزرة البيضاء الأطر الطبية والشبه الطبية، القوات العمومية بمختلف تشكيلاتها السلطات المحلية، قطاع النظافة والمشتغلين به…
حفظ الله ميدلت الجميلة وحفظ سكانها الطيبين.
طاعة لله صبر جميل الزموا المنازل والقادم أحلى.
تفاح العياشي المقالة الخامسة في سلسلة المقالات حول كورونا
حميد الشابل.