ميدلت بريس.نت -مراسلة علي باصدق
من خلال تداعيات وباء كورونا المتجدد، وفي زمن الحجر الصحي ، استفادت الطبيعة بمدينة ميدلت وبشكل كبير من اعتداء الانسان على الطبيعة ، حيث نمت النباتات نموا طبيعيا وتفرعت الأشجار بشكل تلقائي وتفتحت الورود وتكاثرت ، كما أن أصوت الطيور التي لم نعهد سماعها من قبل وسط المدينة تضفي بعدا آخر للجمال و تزيد من روعة المشاهد التي يلاحظها الناظر، وهذا ما يجعل الإنسان مشدوها من الجمال الذي تشترك معظم حواسه في إدراكه فلا تشعر عين الناظر بالكسل أو الملل مما تشاهده من بدائع خلق الخالق .

في جولة عابرة وخاطفة لمختلف حدائق حي الرياض بميدلت وبعض المناطق الخضراء بالمدينة ، ما يلاحظ أن الأرض ازدانت بثوبها الأخضر المطرز بالورود مكونة لوحات فنية غاية في الجمال ، حيث ترى النحل والفراشات والعصافير تغازلها بخجل فينتشر أريج الزهر العطر في الأرجاء .

بكل صراحة تحتار العين من أين تبدأ النظر، ويحتار القلب فيما يحب أكثر، ويعجز اللسان عن قول كل ما يمكن قوله في وصفها، ففي كل جزء من أجزاء الطبيعة بحر من الغرابة والأسرار لا تدركه العقول بشكل كامل، وفي كل ركن منها فرصة للتأمل والتعلم، فالطبيعة أكبر معلم، وفيها تبدو الأشياء على سجيتها دون تكلف أو تصنع .

إن هذا الوجه الباسم للمدينة ، والذي بمثابة عقد مصالحة مع البيئة ، وراءه جنود يناضلون من أجل أن تبقى هذه العروس فاتنة الجمال بزهورها وورودها وخضرتها ونظافة شوارعها الرئيسية بصفة عامة ، ونخص بالذكر الجماعة الحضرية للمدينة ، وجمعية الرياض في الحدائق التي تتكفل بها وذلك بتنسيق مع هذه الأخيرة .

وللحفاظ على هذا المكتسب الإيكولوجي المتميز وخصوصا بحي الرياض تناشد جمعية الرياض الجماعة الحضرية بأن تتكلف بأداء مستحقات الأجير ” محمد زوزو ” طيلة السنة ، لأنه في بعض الفترات من السنة تضطر الجمعية للتكفل بمستحقاته ، إيمانا من أعضاء الجمعية أن الحدائق التي تشرف عليها أمانة في أعناق الجميع، والحفاظ عليها يعني الحفاظ على المستقبل، وضمان حق الأجيال القادمة بالاستمتاع بها والاستفادة من كل شيء فيها .

فإذا كانت الأطقم الطبية والتمريضية ، بتنسيق مع مختلف السلطات العمومية مشكورة تواجه ببسالة فيروس كوفيد 19 ، فإن عمال النظافة والمكلفين بالمساحات الخضراء والجمعيات البيئية مشكورة كذلك تناضل بدورها لبقاء فضاء المدينة في المستوى اللائق. كما أن الساكنة مدعوة بدورها للمكوث في المنازل ،ممكن لنتمكن من تجاوز تبعات هذه المحنة في أقرب وقت ممكن وبأقل التكاليف البشرية والمادية الممكنة .