درس( النصاب القانوني) الذي لم يستوعبه رئيس مجلس جهة درعة- تافيلالت.

2021-07-08T14:46:40+01:00
2021-07-08T14:46:44+01:00
مع الحدث
8 يوليو 2021
درس( النصاب القانوني) الذي لم يستوعبه رئيس مجلس جهة درعة- تافيلالت.
رابط مختصر
ميدلت بريس.نت - نافذتكم على الخبر

ميدلت بريس .نت – محمد بوبيزة

ما زال رئيس  مجلس جهة درعة تافيلالت يخلق الفرجة وينشط الموسم السياسي ببهلوانياته المعهودة ، ويستعجل اخر دورة من دورات المجلس كالعطار الذي ينتظر يوم السوق الاسبوعي بفارغ الصبر ليسوق توابله المغشوشة.

وما يثيرالعجب أن هذا الرئيس نفسه ترأس عشرات الدورات طوال مدة انتداب المجلس التي تجاوزت خمس سنوات، ولم تسفر على أية فائدة بالنسبة لساكنة الجهة، وينتظر الوقت بدل الضائع ليركب على (فرس من خشب )ويطلق لسانه لتسويق الوهم ،واتهام الاخرين بعرقلة التمية بالجهة.

ولقد زادت حماسة الرئيس وارتفع ايقاع رقصه على جثة مجلس زعقت روحها  منذ زمان عندما انفض الاتباع والحلفاء ،وتعفنت الجثة ،ولكن الرئيس تعايش مع رائحتها مثلما يتعايش الانسان مع رائحته الكريهة، فهو لا يشمها والاخرون بتاذون منها  .

لقد تحسر الرئيس  وأعاب على  المعارضة عدم الحضور ليكتمل النصاب القانوني لتنعقد الدورة ليتكن من افراغ شحناته المرتوية بالحنق، وليوصل رسائله السياسوية بالتباكي ونهج منطق غير (احنا اللي بغينا نخدمو البلاد ) والاخرون أي المعارضة فهم تلاميذ كسلاء  يكثرون من الغياب.والحال أن الغياب  عن الدورة قانوني وأجازه المشرع وهو رسالة لم يستطع عقل الرئيس فك رموزها ،وفهم فحواها .

وعليه أن يتعقل ،ويطرح أسئلة بسيطة على نفسه ،هل يستطيع رئيس فقد الاغلبية أن يسير المجلس؟هل يستطيع رئيس فقد الاغلبية أن يمرر نقط جدول الاعمال ؟هل يستطيع رئيس فقد الاغلبية أن يتصرف في ميزانية التجهيز؟هل يستطيع رئيس فقد الاغلبية أن يخلق فرص التنمية؟ وجواب العقلاء طبعا هو لايمكن ذلك ،لان الاغلبية هي دعامة المجلس، فمتى سقطت تداعى المجلس ككل، ولهذا سنت الديمقراطيات العريقة عرفا أصيلا، وهو من فقد أغلبيته في مجلس ما فعليه أن يتخلى عن القيادة، ويعترف أنه فشل ..

ألا يعاتبك ظميرك وأنت ترى أن النصاب القانوني لم يكتمل ؟ألا تحس بأنك السبب في عدم اكتمال ذلك النصاب ؟ألا تحس بأنك رئيس فاشل لم يستطع احضار نصف أعضاء المجلس؟ألا تعلم أنك سبب عرقلة التنمية بالجهة عندما تمسكت بالكرسي بدون أغلبية وشحذت لسانك، وجندت أتباعك لمغالطة الساكنة باتهام المعارضة التي تخلت عنك بعد أن اكتشفت أنك لا تصلح للقيادة؟

فطبيعي أن يكون للمعارضة أجندة سياسية، وأهداف ،وقراءات ،وتطلعات فهذا مسموح به وقانوني، ويدخل في  اطار التدافع السياسي وهذا الوضع الطبيعي يتطلب رئيس يستطيع أن يحتوي هذه التناقضات، ويتغلب عليها بحكامة التسيير وحسن التدبير،وليس بالتعالي والغطرسة، والنرجيسية.

الديمقراطية ليست شذرات تطبق في لجن الترشيح، ويتخلى عن معانيها ومغزاها في تسيير المجالس .الديمقراطية مفاهيم فكرية ثقافية نسقية تؤسس لبناء مجتمع قانوني، مؤسساتي منتظم تسود فيه الممارسات والسلوكيات السليمة والصحيحة والناضجة وأولها احترام الاغلبية العددية ،فمن فقدها عليه أن يترك المفاتيح لغيره، ولا يعلق فشله على مشجب الاخرين ،ويطلق الاتهامات ذات اليمين وذات الشمال كأنه نبي مرسل  معصوم من الخطأ .

و هذه مع الاسف الشديد عقلية (اضربني الحيط ) التي أهدرنا بسببها خمس سنوات من الزمن التنموي، وهي بعيدة كل البعد عن السلوكات الديمقراطية القادرة على قيادة المجالس بالتوافق والتحالف المتين لخلق التنمية.

error: Content is protected !!

kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet kubet