ميدلت بريس.نت-بقلم الأستاذ : علي او عمو
لقد عرفت الانتخابات الحالية نوعاً من الضجيج السياسيّ و الإعلامي و أصبح المواطن المغربيّ في حيرة من أمره ، أ يُصدِّق برامج الأحزاب التي نالت أصواتاً تؤهلها لتشكيل الحكومة الائتلافية أم سيفقد ثقته فبها ؟ ذلك أنّ هذه الأحزاب قطعت وُعوداً كثيرة على نفسها ، و لربما هنالك اختلاف في برامجها و مشاريعها ، فهذا الاختلاف يجعل الشعب يتساءل ، هل هؤلاء الأشخاص فعلاً يسعون إلى تغليب المصلحة العامة للبلد أم هدفهم توزيع الحقائب الوزارية و السعي وراء تحقيق مصالح ضيِّقة و شخصية تضمحلّ في خضمّها المصلحة العامة للبلد .
وُعود كثيرة أعلنتها هذه الأحزاب في حملاتها الانتخابية و ألحّتْ على تنزيلها على أرض الواقع ، و لكن الشعب لا يزال غير مقتنع بهذا الأمر ما لم تُشرع هذه الحكومة في تنفيذها في أقرب وقت و الابتعاد عن المزايدات السياسية في ظل الأوضاع الاجتماعية المزرية التي يعيشها الشعب المغربيّ ، كما أن الشعب يرغب في تغيير الوجوه القديمة التي مكثت في مقاعدها لحِقبة طويلة و دامت أكثر من ولايتين متتاليتين حتى أصبحت منبوذة لدى المواطن إلا أنّ التشكيلة الحكومية الحالية أبْقَتْ على بعض الأشخاص الذين عمَّروا في كراسيهم سنين عديدة ، رغم عدم رضا المواطن عليهم، و الدليل على ذلك تداول المواقع الاجتماعية للأشخاص غير المرغوب فيهم و التي ألحّتْ على عدم إشراكهم ضمن التشكيلة الجديدة .
في حالة عدم وفاء الأحزاب المشكلة للحكومة بوعودها الانتخابية و عدم تحقيق الأهداف المرجوة ، من إصلاح للتعليم و الصحة و توفير الشغل لكافة الشباب و خلق نوع من العدالة الاجتماعية و القضاء على الفساد المستشري في البلد ، فإن الشعب المغربي لن يُعاقِب هذه الأحزاب ، كما فعل لحزب العدالة و التنمية، و إنما سيعزف عن التصويت في الانتخابات القادمة ، و حينئذ سيدخل المغرب في معضلة كبيرة لا يقوى أحد من تجاوُزها ….