ميدلت بريس.نت – الحسين اوبنلحسن
الزائر للقرية المنجمية أنجيل المشهورة بأدراجها التي تتجاوز 600 درجة تربطها مع القرية المنجمية أسفل الوادي أحولي سيصاب بالصدمة خاصة وان أول ما تراه عينه مع آخر درجة مشهد الخراب وكان القرية ضربها زلزال بقوة خمس درجات .والصور المرفقة تعبر عن ذلك.
بعد نهب الأسقف القصديرية والأعمدة الخشبية وأبواب ونوافذ المنازل جاء الدور ألان على الحيطان . قد نبرر سرقة الأسقف والأبواب والنوافذ بضيق ذات اليد لإتمام بيت يأوي أسرا من العراء أو الطمع في دُريْهمات .لكن أن يتم تخريب جدران المنازل بهذا الشكل الممنهج ,فليس ذلك بعمل طائش لشباب افرغوا ما في عضلاتهم من قوة بل هو تخريب دار بدار زنقة زنقة في انظار تسوية القرية مع الأرض وربما قد ينجو من العملية بيت الله المسجد إن كان للمخربين احترام لحرمة المسجد إن لم يحترموا حرمة المكان ككل.
العمل تخريبي واعتداء على ذاكرة ساكنة احتضنتها تلك فالمكان ذاكرة جماعية لساكنة من مختلف مناطق المغرب تعايشت وامتزجت ثقافتها وانصهرت لتصنع تاريخا في حاجة إلى توثيقة وصيانته بدل طمسه ومسحه .لتلك الحيطان حكايات أفراح وأحزان مشتركة .
فبدل استثمار المكان سياحيا وإنعاش القرية المجاورة خاصة وانه يشهد زيارات بشكل دائم لأبناء اسر المناجم وغيرهم بل ان القرية كانت فضاءا للتصوير السينمائي والتلفزي . هاهو ألان يمحى من الوجود الجغرافي لكن لن يستطيعوا محوه من الوجدان
عمل تخريبي مع سبق الإصرار والترصد بالطريقة التي تمت بها عملية التخريب وكانه مشروع تم تفويته لجهة ما من اجل تسويته وليس عمل فردي متهور وطائش . ومن هنا يصبح السؤال المنطقي والذي يفرض نفسه هو:
من قام بعملية التخريب تلك ؟
من هي الجهة التي أمرت بذلك ؟
من له المصلحة في ذلك ؟
هل تمت العملية في غفلة من السلطات المحلية؟
أسئلة تنتظر الجواب والتوضيح في انتظار أن يتحرك المجتمع المدني الممثل لأبناء مناجم احولي ميبلادن وكل الغيورين على التراث المنجمي لانقاد ما يمكن إنقاذه.
