ميدلت بريس.نت –الحسين اوبنلحسن
بروح مقتطف خطاب العرش لصاحب الجلالة محمد السادس –2013 نستهل هذا المقال
* وإننا لجد معتزين بتعاطي نخبة المجتمع المدني للشأن العام والعمل الجمعوي والاهتمام بمجالات كانت إلى حد كبير ملقاة على عاتق الدولة لوحدها مما يعد مؤشرا على نضج الشعب وقواه الحية.و بقدر ما نومن بتكامل المجتمعين المدني والسياسي بدل تعارضهما المزعوم الذي يريد البعض أن يجعله مطية للاستحواذ غير المجدي على فضاءات العمل الوطني فإننا نعتبر أن دينامية المجتمع المدني الفاعل في مجالات التنمية المحلية ومحاربة الفقر والتلوث والأمية و كذا النهوض بمهام القوة الاقتراحية والتأطيرية و التربوية من قبل عناصره النشيطة التي لم تجد نفسها في بنيات المجتمع السياسي…*
ففي الوقت الذي كان فيه أعضاء جمعية ملوية العليا بيئة – ميدلت يضعون فيه آخر الترتيبات للاحتفال بمرور عشرون سنة على تأسيس الجمعية وذلك ببرمجة أنشطة متنوعة على مدار السنة مع فاعلين محليين وإقليمين ووطنيين ودوليين فاعلين في المجال البيئي كالإئتلاف الوطني من اجل المناخ والتنمية المستدامة والإئتلاف الوطني من اجل الجبل باعتبار الجمعية منخرطة في الهيئتين والمنظمة الدولية الأمريكية CEPF باعتبارها ممولا لمشروع الجمعية المتمثل في تشجير ثمانون هكتارا ب 48الف شجرة بلوط وأرز بسفح العياشي جماعة ايت ازدك وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية باعتباره ممولا لتهيئة دار المنتزه موضوع الإفراغ إلى جانب شركاء آخرين كالمجلس البلدي كشريك في حديقة الشلال ودار المنتزه والمياه والغابات كشريك في كل مشاريع الجمعية المرتبطة بالتشجير والسلطة المحلية .

في هذا الزخم المفعم بالدينامية والتفاؤل وفرحة الاستعدادات للاحتفال بالذكرى العشرين لتأسيس الجمعية ينزل خبر ضرورة إفراغ مقر الجمعية المعروف بدار المنتزه وسط حديقة الشلال مع إعطاء مهلة أسبوع لإفراغه كالصاعقة على رؤوس أعضاء الجمعية والمتعاطفين معها بدون سابق إنذار بدعوى أن المقر يدخل ضمن مشروع لتهيئة حديقة الشلال والتي هي بدورها من منجزات الجمعية بشراكة مع المجلس البلدي وبتمويل من وزارة البيئة في عهد اليازغي بعد أن ترافعت الجمعية على المشروع في مسابقة وطنية من اجل تمويله منذ 2006والجمعية تسهر على هذا الفضاء إلى الآن .

جميل جدا أن نرى اهتماما بالمدينة وبفضاءاتها الخضراء بما يليق بساكنتها وزوارها بمثل هذه المشاريع ولا يمكن للجمعية إلا ان تباركها وتدعمها بل ستكون مستعدة للانخراط فيها مثلما انخرطت في مبادرات بيئية بدعوة من السلطات المحلية .
لكن ورغم ما قدمته الجمعية من خدمات للمدينة والإقليم في المجال البيئي وتكون آخر من يعلم بموضوع التهيئة ويتم تبليغها عبرالمجلس البلدي شفويا بضرورة إفراغ المقر في ظرف أسبوع فذلك لا يستقيم مع خطابات صاحب الجلالة المرتبطة بالمجتمع المدني وأهميته كشريك في إنجاح كل الاوراش التنموية التي يعرفها المغرب خاصة وان الجمعية قدمت الشيء الكثير في المجال البيئي للمدينة والإقليم .
نعم لكل ما هو قيمة مضافة للمدينة ونعم لقرار الإفراغ إن كان ضروريا يعوض بفضاء اكثر قيمة من قيمة دار المنتزه .
ونعم أيضا لضمان حقوق المجتمع المدني في شخص جمعية ملوية العليا بيئة في تعويض لمقرها بمقر من المقرات التي شيدتها المبادرة الوطنية بالمدينة , نعم للاستماع للجمعية لما لها من التزامات مع شركائها خاصة برنامج الأمم المتحدة للتنمية الممول لمشروع دار المنتزه وتجهيزاته .
ونعم لدعم وتشجيع الجمعيات الجادة مثل جمعية ملوية العليا بدل وضع العقبات أمامها وإحباطها خاصة وأنها تطمح إلى المزيد من الطاء لفائدة المدينة والإقليم وسنفرد مقالا خاصا عن منجزات الجمعية في هذا المجال والتي يجهلها المسؤولين والمواطنين والتي ستثبت للجميع أن الجمعية لا تستحق هذا التعامل .
فما هكذا تورد الإبل .

