ميدلت بريس.نت -(محمد بوبيزة)
لعلني لا أغلو اذا قلت أن لحظة الاحتفال بعشرينية جمعية ملوية العليا بيئة التي بدأت فعالياتها أمس السبت بالمركز الثقافي بميدلت متعة فنية؛ حيث حركت الوجدان و القلب ،وارتوت بمشاعرالعزة والفخرمسندة بسجل حافل بالمنجزات.جمعية بدأت منذ 2002كعصفور صغير بنى عشه لبنة لبنة بثبات وثقة فتحول الى صقرأليف .وبدأت كمحب للحياة زرع وردة فتحولت الى حديقة غناء تسرالناظرين،وبدأت ايضا كمتيم بالجمال وحب الظلال الوارفة غرس شجرة فصارت غابة تتسع لكل المتيمين….

وقد يبدو غريبا للبعض أن نقول أن على رأس مهام الجماعات الترابية الاهتمام بالمجال البيئي، وقد يظن الفاعل السياسي عن جهل أننا نقصد فقط المساحات الخضراء؛ والشجر والورود. ولهؤلاءوأمثالهم نقول أنه لم يعد مفهوم البيئة مقتصرا على جوانبها البيولوجية والفيزيائية ؛لقد اتسع لكي يشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية .فالبيئة بكل بساطة هي الاطار الذي يحيا فيه الانسان مع غيره من الكائنات الحية؛ ويحصل منها على مقومات حياته من مأكل ومسكن وملبس؛ ويمارس فيها مختلف علاقاته مع بني البشر؛كما تشمل مجموعة من المكونات الحية وغير الحية الدائمةالتفاعل مع بعضها البعض مؤثرة ومتأثرة.وتشمل البيئة أيضا ثراث الماضي؛ العادات والتقاليد والاعراف والقانون والثرات الديني والاخلاقي.والتفاعل بين الانسان والبيئة قديم منذ أن ظهر النوع البشري على الارض فهو في علاقة تفاعل بين البيئة الطبيعية؛ وبين البيئة التي صنعها؛ وهي البيئة الاجتماعية والثقافية وما أفرزته من متغيرات نتيجة الثورة العلمية والتكنولوجية التي هي في تسارع خطيريهدد تواجد الانسان وحياة الكائنات الحية ككل.ولقد وعى الغرب هذه الحقائق قبلنا بعقود؛ ووصلت أحزاب سياسية تدافع عن البيئة( الخضر) الى دفة الحكم؛ وسطر المشرع المغربي عندنا على الورق أنه من مهام رؤساء الجماعات الترابية الهم البيئي ،والذي يتأتى ويتحقق بتشجيع الجمعيات البيئية الجادة ودعمها لتكون شريكا في حماية البيئة ،لان هناك ثلاث مداخل لحماية البيئة – 1مدخل يهم أصحاب القرار2- مدخل يهم المؤسسات المنتجة3- مدخل يهم الافراد.فالجمعيات البيئية ايها السادة فضلا عن مهامها في الغرس والزرع تقوم بمهام التربية البيئية فهي تبني مدركات الافراد ،وتنمي مهاراتهم ،وتزرع القيم لفهم وتقدير العلاقات المعقدة التي تربط الانسان بمحيطه الحيوي الطبيعي ،وتوضح في المدارس والشوارع والاسواق وعبر العالم الازرق حتمية المحافظة على مصادر البيئة ،وضرورة حسن استغلالها لصالح الانسان ،وحفاظا على حياته ورفع مستوى معيشته .

وبدون أدنى مواربة فسجل يا تاريخ أن مجلس 2002 بالجماعة الحضرية بميدلت أكثر وعيا بالمجال البيئي من مجلس 2022 الذي فسخ عقد شراكة مفتوح من جانب واحد لاسباب مهما كان مصدرها وحجيتها فهي واهية لانها لم تنصف جمعية جادة قامت على أكتاف أعضائها ،ولم تنحني لاحد ،واختارت العمل الميداني بعيدا عن الاضواء الكاشفة والبهرجة ،وتؤدي اليوم بالتحايل و(الشعوذة السياسية) فاتورة الصمود على المبدأ و الحياد السياسي .
