ميدلت بريس .نت – غير شوف أكان
محمد بوبيزة
كشف صديقي الطبيب المتقاعد في حديث أشبه الى البوح المرتوي بسجن داخلي بعد أن نفث دخان سجارته الشقراء أن أغلب الذين ماتوا في غضون الايام الاخيرة بميدلت كانوا يعانون من صعوبة في التنفس والربو….وأضاف بعد خفت صوته والتفت يمينا ويسرة كأنه يخاف أن تسمعه عفاريت (سليمان) أن سبب ذلك هو علو ميدلت عن سطح البحر، وارتفاع درجة الحرارة بشكل قياسي غير مألوف تزيدها الرطوبة العالية حدة وقسوة وتأثيرا سلبيا! زد على ذلك قلة الاشجار وزحف التصحرعلى الذين يعانون من أمراض الربو وما شابهه.
وأضاف صاحبنا بهمس لو كنا في دولة متقدمة لتم حساب الموتى بسبب الحرارة .
وبعد أن ذكر بما يقوله فقهاء الدين بأن الاعمار بيد الله ولا تعرف نفس في أي أرض ستموت؛ وعد صاحبنا الطبيب المتقاعد الذي شرب ما عصره (زنيبر) من عنب في معامله طوال سنوات ،ودخن السيجار والشقوف؛ والملفوف بأنه لن يطيل المقام بهذه الربوع خوفا من سكتة قلبية مفاجئة لن تمهله للوصول بسيارة اسعاف متهالكة الى مستشفى مجهز بقاعة للانعاش؛ والعناية المركزة .
وبعد أن استفزه أحد الضرفاء الجالس معنابقوله ( ما تخافش أطبيب ها المستشفى الاقليمي حدانا)
كادت عيناه أن تخرج من مقلتيها؛ ورمقه بنظرة كأنها قذيفة نووية ( وسير تق…أشمن سبيطار؟؟؟واش سبيطار ما فيهش قاعة للعناية المركزة والانعاش سبيطار؟؟؟
وساد الصمت لثواني خوفا فعلا أن يسقط الطبيب المتقاعد بسكتة قلبية بسبب حرارة النقاش.
وقد يكون الطبيب المتقاعد محقا فبمجرد سماع أسماء هذه المدينة كالملعب البلدي ،والمسبح البلدي، والمجلس البلدي، والمستشفى الاقليمي،والمجلس الاقليمي تزداد ضربات قلبك؛ وتحس بارتفاع درجة حرارتك و بالغثيان ….