ميدلت – بمناسبة رأس السنة (الماحيا ) (المرنيكا) الشراب القاتل للمهمشين …


قد لا يستقيم رأس السنة الميلادية ( لبوناني )لدى الكثيرين دون حضور الخمور بمختلف أنواعها وأشكالها،فقد أضحت بحكم الواقع طقسا من الطقوس المرافقة لهذا الاحتفال .
ورغم أن القانون المغربي المُنظم للاتجار بالمشروبات الكحولية أو الممزوجة بالكحول يمنع تحت طائلة العقاب بيع أو تقديم هذه المواد للمغاربة المُسلمين، إذ قد تصل عقوبة مخالف هذا المقتضى إلى الحبس النافذ لمدة ستة أشهر مع مضاعفتها في حالة العود؛ إلا أن واقع الحال يقول عكس ذلك، فمحلات بيع الخمور المُرخصة والحانات والفنادق المصنفة باقليم ميدلت تعرف إقبالا كبيرا من طرف شريحة مهمة من المغاربة ( المسلمين)تختلط مع قلة قليلة من السياح الاجانب خلال رأس السنة، فيما يلجأ البعض، لأسباب خاصة المراكز القروية، إلى مروجي الخمور بدون رخصة أو من يصطلح عليهم بـ”الكرابا”، الذين يبيعون هذه المواد خارج الإطار القانوني المنظم وخارج شروط السلامة الصحية.
ولقد إزداد الاقبال على (الماحيا ) لضعف القدرة الشرائية لدى فئات عريضة تبحث عن مسكر لتغيب عن الوعي .
فشباب ميدلت و بومية وأغبالو وزايدة واغلب دوائر الاقليم المدمنين عليه ينطقون ( الماحيا) بكسر الميم “مِحيا ” او “مرنيكا” “رويبعة” “بوخة” و”ويسكي الفقراء”.. فقد تعدّدت الألقاب والمسمى واحد لخمرة يجري استخلاصها من التين المجفف او التمر او فواكه تحتوي على السكر وتستعمل أيضا لـ”التبواقْ” ، بإضافة مكونات أخرى إليها..
فقد ذاع صيت( الماحيا )، وظهرت نجاعتها في “تغييب” العقل العالِم.
وتحولت الى تجارة يعوّل عليها منتجون محليون و”كرّابة” للاستفادة من مداخيلَ تخرجهم من دائرة الفقر و تلحقهم ببائعي الخمور المرخص لهم الذين تحولوا إلى مستثمرين وأصحاب عقارات .
وكما لا يخفى ف(الماحيا صناعة ذات صفة “موروث يهودي رمزي” مرتبط بطقوس اليهود أثناء احتفالاتهم الدينية.فالماحيا كانت تصنع بملاحات اليهود وتستهلك في الافراح . ومع الاسف الشديد تحولت عندنا الى نشاط لـ”الكرّابةيخلطون “الشّريحة” بمكونات سامة تزيد من درجة تأثير “الماحيا” وتذلل الصّعاب أمام متعاطيها، ولهذا السبب يطلقون عليها اسم “القاتلة”.

إزدياد الطلب على الماحيا خاصة أثناء المناسبات وبمناطقنا التي تعيش تحت الصفر شجع المنتجين على إنتاج “ماحيا” مغشوشة قد تتسبب في موت متعاطيها أو تحولهم إلى مجرمين يقبعون وراء القضبان.
فنوع “الماحيا” يختلف تبعا لاختلاف منتجيها، واختلاف الوسائل المستخدمة في تقطيرها من إضافة نكهات كالبسباس أو مكونات خطيرة.. كما تختلف نسبة تركيزها الكحولي التي تصل في بعض الحالات لمعدلات خطيرة قد تتسبب في حدوث تسمم كحولي. ولهذا، اعتبر مسكر ماء الحياة غير مأمون ولا يدعو إلى الطمأنينة و إضافة مكونات ومواد خطيرة على صحة المتعاطين بهدف زيادة نسبة تركيز المادة الكحولية المنتجة، وربح الوقت من جهة أخرى لأهداف تجارية.
وحسب معطيات ميدانية فقد ارتفع عدد المتعاطين للماحيا بكل جغرافية اقليم ميدلت وخاصة المراكز الحضرية والشبه حضرية والتي تتواجد بها بؤر سوداء (سيكتورات الدعارة).
وبالموازاة مع ارتفاع عدد المستهلكين للماحيا يرتفع عدد منتجيها .
وبناء عليه فالمطلوب من السلطات تشديد المراقبة وعدم التساهل مع المنتجين للماحيا بالمراكز (الحضرية والقروية )و محاربة( الكرابة ) بها؛وأيضا عدم السماح ببيع الخمور للمغاربة بالفنادق المصنفة؛ و مراقبة محلات بيع الخمور( المرخص لها) لاحترام بنود الرخص الممنوحة لها بدون تساهل علما أن بعضها حول نقطة البيع إلى حانة تجمع المدمنين .

error: Content is protected !!