امراض تنقلها المياه.
ميدلت بريس.نت – بقلم ادريس ايت حدو
هي الأمراض التي تنتقل إلى الإنسان أو الحيوان عن طريق المياه، والتي عادة ما تحتوي على نسبة من الكائنات الدقيقة المسببة للأمراض؛ وهذه الأخيرة تُنقل مباشرة عندما تتلوث المياه العذبة ويستعملها الإنسان أو الكائن الحي بصفة عامة في الشرب أو الاستحمام، كما تُسبب نفس الأمراض عندما يتم استخدامها في تحضير الطعام.
وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن 1.4% من الأشخاص الذين عانوا أو يعانون من الإسهال سببه المياه الملوثة. ووفقا لنفس المنظمة فالمياه الملوثة (خاصة الجوفية) تتسبب في وفاة 1.8 مليون شخص كل عام. ويُقدر أن 88 ٪ من هذا المشاكل يُعزى إلى اختلاط مياه الصرف الصحي بالمياه النقية أو الجوفية العذبة مما يؤدي إلى تلويثها ووجود كائنات قد تُسبب أمراضا خطيرة.
تشتمل المياه الملوثة على كائنات حية دقيقة مثل البروتوزوا Protozoaires
والفيروسات Virus والبكتيريا Bactteries وكثير منها الطفيليات المعوية Parasites intestinaux المسببة للأمراض.
الآثار الإجتماعية والإقتصادية.
تُأثر الأمراض المنقولة بالمياه تأثيرا كبيرا على الاقتصاد محليا ودوليا. وعادة ما يتكلف الأشخاص المصابون بالأمراض المنقولة بالماء تكاليفا كبيرة للعلاج وبصفة خاصة في البلدان الأقل نموا.
تتمثل الخسائر المالية في تكاليف العلاج الطبي والأدوية، وتكاليف النقل، والأغذية الخاصة، وفقدان القوى العاملة: “إرتفاع نسبة الغياب”. بل قد تُضطر العديد من الأسر أن تبيع أراضيها لدفع ثمن العلاج في مستشفى مناسب. في المتوسط، تنفق الأسرة حوالي 10٪ من دخل الأسرة الشهري لعلاج شخص مصاب.
لذا فوزارة الصحة والحماية الإجتماعية مسؤولة بشكلٍ أساسي عن مراقبة جودة مياه الشرب ولها دور مهم في تطوير المعايير والقوانين المتعلقة بالمياه. هذه الوزارة لعبت حتى الماضي القريب أدوار طلائعية في مكافحة الأمراض المتنقلة عبر المياه الكوليرا، التيفويد إلخ… بواسطة فئة متخصصة من الموظفين شرعت في تكوينهم منذ 1962 وهم تقنيو المحافظة على الصحة والتطهير Techniciens d’Hygiène et d’assainissement: “تقنيو حفظ الصحة والبيئة ) Techniciens d’Hygiène et de Santé Environnement حسب التسمية الجديدة” والذين يمارسون الآن مهام لا صلة لهم بما تلقوه من تكوين في حفظ الصحة العامة.
من خلال الواقع المعاش نلاحظ أن وزارة الصحة والحماية الإجتماعية تفقد شيئا فشيئا تموقعها على الساحة الوطنية في مجال الوقاية حيث، بعد القضاء نسبيا أو كليا على بعض الأمراض المنتقلة عبر الماء، المواد الغذائية الكوليرا Choléra ، التيفويد Typhoïde, عبر الحشرات كذاء الملاريا paludisme البلهارزيا Bilharziose، أخذت الوزارة تركز توجهها أكثر على أمراض العصر المرتبطة بالتحول الحاصل في نمط المعيش اليومي للمغاربة: تغير عادات الأكل، إنعدام الرياضة وقلة الحركة الشيء الذي تسبب في كثرة الأمراض المزمنة كمرض السكري بنوعيه Diabète، ضغط الدم المرتفع HTA.
متناسية أن هذه الأمراض المنتقلة maladies transmissibles يمكن أن تنفجر كبركان في أية لحظة مع التراخي الحاصل في المجال الوقائي وكذا فقدان الجنود الذي اكتسبوا تجربة كبيرة في ميدان الوقاية الصحية والذين أحيلوا على التقاعد أو هم على عتبته مع نقص حاد في الخلف الذي نرى كذلك أن التقزيم طال تكونينه.