قراءة في بقايا الامس عنوان مجموعة قصصية للأستاذ العزيز عبد الرحمان حسايني
ميدلت بريس.نت – بقلم الحسين اوبنلحسن
كانت هدية ثمينة تلقيتها من تلميذي بالأمس والأستاذ المبدع اليوم. مجموعة قصصية تغوص بك في ذكريات طفولتك بأدق تفاصيلها وعبر مختلف مراحلها.
في سرده لتفاصيل طفولته وهي طفولتنا المشتركة كليا او في بعض جوانبها وانت تتنقل بين صفحاتها وكأنك ضغطت على زر تشغيل شريط وثائقي يستفزك ويشوقك لما ستجده في الصفحة الموالية .يتنقل بك بين عوالم واجواء طفولية تكون انت فيها المقصود والمعني واحيانا انت البطل .يجعلك تعيش في جلباب طفولتك لحظات ممتعة ويشدك الحنين اليها .
فعلا هي بمثابة سفر في الامس ورحلة ممتعة تأخذك الى عوالم الطفولة الشقية المشاغبة المبدعة المشاكسة الفضولية الحالمة العاشقة…هي أيضا تأريخ لألعاب الطفولة المغربية بالأحياء الشعبية قبل الثورة الرقمية والانترنيت.
بأسلوب ادبي رصين يتقن به الأستاذ فن الوصف الدقيق وصف حي وكأنك تعيش أجواء اللحظة الطفولية سواء حين يتطرق للعبة من الألعاب: لعبة الخذروف – الديربي -الكلل – لعبة الحفر – التتابع – المحركات…
أوحين وصفه لعوالم طفولية ولحظاتها الجماعية كأجواء الاستحمام في البرك المائية او كيفية التسلل لبساتين المشمش والاجاص عنها يقول:لم تكن الاسلاك الشائكة او الاسوار الشاهقة ترهبنا ولا وجود حارس ضخم يقظ يثنينا. او لحظات صيد العصافير… او أجواء العنف والفتوة حيث تصفية الحسابات في حرب العصابات واللص والكلاب حيث تصبح الكلاب وجراؤها جزءا من المشهد الطفولي. او عالم الاحاسيس المرهفة وبداية العشق والتي عنونها ب- نَقّلْ فؤداك …يقول في هدا الباب :لا يمكن لاحدنا ان ينكر باننا عرفنا لوعة الحب ونحن صغارا ووجد العشق السبيل الى قلوب بالكاد اكتمل تكوينها.
لم يترك الأستاذ جانبا من جوانب طفولته /طفولتنا الا وتطرق لها مع التركيز على جانبها الذكوري دون ان يقحم فيه جزء من عوالم الفتيات او كل ما هو مشترك. كلحظات التقاط الصور المدرسية الجماعية واجواء الفصل الدراسي وهلال رمضان يقول: وبعد رؤيته ننطلق بعدها كدوريات شرطة بين الازقة والاروقة نصدح بأهازيج …وتفاصيل فرحة العيد او لحظات الرسوم المتحركة والسفر واجواءه في الحافلات العمومية وعالمها الخاص عبر حافلات عفى عنها الزمن.يقول عنها:يشغل السائق المحرك فتهتز جنبات الحافلة…تبدا الحافلة بعدها بالتحرك كحية تزحف على الطرقات ومعها تهتز القلوب والافئدة…
بل ينتقل بك الى عوالم مجتمعية بعضها اختفى وبعضها تكيف مع المتغيرات في حضرة الاسكافي والحلاق والساعاتي وسويرتي والفران والمقاهي الشعبية بشخوصها وصحاب الضامة والسينما. دون ان ينسى شخصية البراح يقول:لااله الا الله ما تسمعو غير الخير انشاء الله …*يصدح بصدى صوت كهزيم الرعد يهز اركان الاحياء…
فعلا كانت سعيدة كما قال سي عبد الرحمان حسايني في بداية مجموعته القصصية رحلة سعيدة في الصفحة 7.