*مسرحية الحوار الإجتماعي بين انتظارات المواطنين وغدر المفاوضين

2024-05-01T23:30:04+00:00
2024-05-01T23:30:15+00:00
كتاب راي
*مسرحية الحوار الإجتماعي بين انتظارات المواطنين وغدر المفاوضين
رابط مختصر

من ألف باء المنطق، أنه لا يمكن للغارقين في الإمتيازات، المستفيدين من الريع، القابعين على عرش التنظيمات النقابية المركزية البيروقراطية لعقود ، الإطفائيين خدام الرأسمالية، أن يدافعوا عن الطبقة العاملة وعموم الكادحين، وهذا أمر لا يختلف عليه إثنان.

فعموم الشعب المغربي معني بمخرجات الحوار الإجتماعي، لما له من انعكاسات مباشرة على الحياة العامة للمواطنين، و باعتبار القيادات النقابية المركزية وحكومة الباطرونا وجهان لعملة واحدة، فإن الإخفاقات والتنكيل والتراجعات هي نصيب الشعب المغربي، في غياب توازن قوى حقيقي مؤهل للتصدي للزحف الكاسح للمكتسبات التي ضحى من أجلها أجدادنا خصوصا في الثلاثينات و الأربعينات من القرن الماضي وبداية الإستقلال، وحتى لا يتزايد علينا أحد المغررين بهم في مسألة التوابث الوطنية فنحن وطنيون ملكيون نحمل هم البلاد أكثر من بعض المسؤولين الذين يستنزفون الخيرات ويتنافسون على المناصب قصد النهب لأجل الإثراء الغير المشروع في غياب ربط المسؤولية بالمحاسبة،ورفع شعار عفى الله عما سلف في حق لصوص المال العام ، ففي الوقت الذي ينتظر من النقابات المركزية باعتبارها الممثل الشرعي في التفاوض لأجل انتزاع الحقوق، نجدها خادما مطيعا تساير البرجوازية، وآلة تساهم في تحطيم مكسب التقاعد، برفع السن القانوني المنصوص عليه، ورفع نسبة الاقتطاعات من الأجور، و تخفيض المعامل من 2.5٪ إلى 2٪ ولازالت تهرول للمزيد، كما تتحين فرصة نزع سلاح الإضراب بتكبيله بقوانين تخدم أرباب العمل والحكومة، وتبقى الإطارات النقابية المركزية مشلولة أمام مواصلة الرأسمالية للغارات على حقوق الشعب ويتجلى ذلك في:

– بيع الممتلكات العمومية للخواص( المستشفيات نموذجا)

– انهيار القدرة الشرائية للمواطنين

– قمع النضالات العمالية

-إبطال مفعول قانون الشغل

-غياب السلم المتحرك للأجور

-عدم دفع مساهمات الدولة في صندوق التقاعد لعقود

-تصعيد إطلاق نار الأسعار

-نهب صناديق المال العام…..

لتبقى القواعد التابعة للقوى المركزية المستبدة حطب معركة وجب عليها اتخاذ قرارت شجاعة عقلانية إزاء التبعية العمياء، أمام التوقيعات الجبانة التي تنفرد بها القيادات المتواطئة في شرخ صارخ بينها وبين الشرفاء من القواعد، فالنقابات المركزية تابعة لأحزاب مشاركة في الحكومة و موالية لها، الخصم والحكم في كفة واحدة، فتواصل النقابات المركزية لعبتها البئيسة وتستمر الحكومة في سخريتها من القيادات بالإعلان الشبه الأحادي الجانب لنتائج الحوار الإجتماعي المزعوم بما يروق لهذه الأخيرة.

ووراء الستار توجيهات الصناديق المانحة التي تتدخل في السياسات الداخلية للبلاد بسبب الديون المتزايدة نتيجة سوء التدبير وغياب المحاسبة في تجاهل تام لمصير الوطن والمواطنين والأجيال القادمة في ظل الإستنزاف المتواصل و استفحال القروض التي لا هدف منها سوى فسح فرص جديدة لمزيد من الإثراء على حساب الوطن في غياب الردع والضرب بيد من حديد على العابثين بالمال العام.

(رأي عبر البريد)

error: Content is protected !!