مدخل لتبرئة مديرثانوية الحسن الثاني التاهيلية

ميدلت بريس.نت-د.ع-ع /باحث في مجال الامن السبراني متخصص في تطوير البرامج التعليمية.

تفاعل خبراء ومتخصصين مع قضية إعفاء مدير ثانوية الحسن الثاني التأهيلية تفاعل يتسم بالتحليل الرصين والحياد بحثا عن خيوط قد تساعد في استجلاء الحقيقة.
وفي هذا السياق توصلت جريدة ميدلت بريس.نت بمادة إعلامية موقعة من طرف د.ع.ع.نوردها كما توصلنا بها

نسجل في البداية تعاطفنا المطلق مع السيد المدير، ونقدر كثيرا الجهد الاستثنائي الذي قدمه للبناء على الأنقاض، وإنجاز ما يفترض أن ينجزه متقاعسون كان همهم الأوحد تدبير المكائد وإذكاء التوتر. ونؤكد أنه إذا كان من الضروري تثبيت قرار الإعفاء فليكن لتعيين الرجل مديرا جهويا، وهو أهل للمنصب بقيم وطنية عالية وبسمو أخلاق، وبقدرة متبصرة على حسن التدبير والإنجاز.

وبعد، فقضية السيد المدير قضية متشعبة، يتداخل فيها البعد التكنولوجي، بالقانوني بالأخلاقي والمهني. وهي بهذا التداخل تجعل قرار الإعفاء قرارا تعسفيا جائرا حتى ولو استمد شرعيته من أحد هذه الأبعاد، لأنه بذلك يركن إلى الميل والتوسل بالظلم على الإنصاف، وكأن صانع القرار يرنو إلى غاية العقوبة دون تكلف عناء البحث في المعطيات التي يمكن أن تحول دونها، أو على الأقل أن تشمل العقوبة أطرافا أخرى، من داخل المؤسسة ومن خارجها.

وتعدد أبعاد القضية وزوايا النظر إليها يستلزم بالضرورة الفصل بينها لغاية منهجية وإعلامية، غايتها تنوير الرأي العام بما تسمح به الحدود القانونية، وتقديم إشارات لمن يهمهم الأمر، عسى أن يهب من بينهم رجل رشيد يوقف الظلم الذي لحق الرجل.

1ـ على المستوى التكنولوجي:

فلا شك أن التحقيق في جرائم تعديل المعطيات الإلكترونية، يجب أن يتم وفق مجموعة من الإجراءات المتكاملة التي تضمن الحفاظ على الأدلة والتحقيق الفعال. وهي إجراءات تقنية وتدبيرية تتطلب مستويات متقدمة من الخبرة، تتجاوز مهارات التحقيق في حوادث العنف والاغتصاب، إلى مستويات متقدمة من التحكم في شعب الأمن المعلوماتي ومستوياتها. وإذ نؤكد أننا لا نشكك في قدرة اللجان وكفاءة أفرادها، نوجه الاهتمام إلى وجود ثغرات على هذا المستوى، سنقدمها للسيد المدير دفوعات في حال قرر اللجوء للقضاء. ونكتفي هنا باستفسار المسؤولين عن القرار واللجان المرسلة بأسئلة أساسية، ونعتذر للقارئ الكريم إذا أصبحت اللغة تقنية أكثر في هذا المستوى:

السؤال الأول: ما الغاية من الفصل زمنيا بين live examination الذي أجرته لجنة المديرية. وPost-Incident Examination الذي باشرته لجنة المديرية الجهوية. والسؤال هنا مركزي ينطوي على استفسارات أخرى: هل تمت عملية affected systems isolation، بعد التحقيق الأولي مباشرة؟ وإلا فالأطراف هنا متعددة تتجاوز السيد المدير. وما مدى تطابق مخرجات التحقيقين؟ وما الإجراءات التي استخدمت لقفل المحتوى عقب المرحلتين، وعلى امتداد فترة التحقيق.

السؤال الثاني:

كما يعلم أعضاء اللجان المرسلة ان التحقيق في مثل هذه القضايا يفترض أن يشمل ثماني إجراءات على الأقل، أو أكثر حسب تعقيد مستوى ” الجريمة “، يهمنا منها في حالة السيد المدير التدابير التالية:

ـ Initial Incident Analysis : لفهم طبيعة ” الجريمة ” وحيثياتها، وسياقها وأطرافها والنافخين فيها، وغير ذلك مما يساهم في بناء فهم أمثل والتخطيط للتدخل الواعي.

ـ Digital Evidence perserving : للوقوف على مدى تطابق مخرجات التحقيقين. إذ لا يعقل ان تتجه بوصلة التحقيق الأولي نحو الشمال، في حين توجه بعد التحقيق البعدي نحو الجنوب.

ـ السؤال الثالث:

يتعلق ب Interviews and Interrogations، فالحواسيب وحدها والشبكات والأرقام السرية والحسابات لا تشكل إلا جزءا من مسرح الجريمة. وعليه كان الأجدر الانصات، وليس الاستماع للأطر التربوية المعنية بالواقعة، وكذلك للتلاميذ المعنيين، فهم وحدهم يعلمون بتدقيق ما تكتنزه الجرة. ولم لا الرجوع إلى محادثات الهواتف والرسائل القصيرة وعدم ادخار أي جهد في التحقيق، لأن المسألة تتعلق بسمعة رجل لا يستحق هذا المآل، وبساره المهني.

هي أسئلة تقنية. أثرناها بدافع الواجب العلمي والأخلاقي، وبدافع وفائنا وحبنا لهذا الرجل الجليل، وهي ليست بأي حال من الأحوال تشكيكا كما اسلفنا في كفاءة المعنيين وقدرتهم على الاستقصاء والبحث. لكن القصور من سمات الفعل الإنساني. أثرناها كذلك لعل بعض الضمائر تصحو وتعتبر من قصة البرمكي وابنه، ومن قوله تعالى ” حتى إذا نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء، حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة وهم لا يشعرون

يتبع . . .

د.ع.ع.