ميدلت بريس.نت-محمد بوبيزة .
بتاريخ 5 نونبر2021 أي ما يزيد عن ثلاثة سنوات ترأس المصطفى النوحي، عامل إقليم ميدلت آنذاك، اجتماعا موسعا بمقر العمالة لتدارس إنجاز مشروع كلية متعددة التخصصات بمدينة ميدلت؛ وذلك بحضور رئيس جهة درعة تافيلالت، ورئيس جامعة مولاي إسماعيل بمكناس، ورؤساء المجالس المنتخبة بالإقليم.
وخلال الاجتماع المذكور بدا الحلم ورديا وحقيقيا ولا ينقصه الا روتوشات الإخراج النهائي من خلال تقديم الحسن السهبي، رئيس جامعة مولاي إسماعيل، لمجموعة من المعطيات والمعلومات التقنية الخاصة بهذه الكلية التي سيتم إحداثها بعاصمة التفاح.
وأكد المسؤول الجامعي حينهاأن
العقار الذي سيحتضن كلية متعددة التخصصات بمدينة ميدلت فوتته وزارة الفلاحة( المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية) للجامعة ؛و تقدر مساحته بـ10 هكتارات من أجل إنجاز هذا المشروع.
وأسهب السهبي موضحا أن رئاسة الجامعة خصصت اعتمادات مالية لهذا المشروع ؛ لافتا إلى أن رئاسة الجامعة صادقت عليه ؛واقترحته على الأمانة العامة للحكومة من أجل إخراجه إلى الوجوه في القريب العاجل.
واسترسل المسؤول الجامعي في وصف المشروع بالقول أن كلية ميدلت ستكون أول كلية متعددة التخصصات بالمغرب من حيث التصميم العمراني العصري المعتمد.
وأشار رئيس جامعة مولاي إسماعيل بمكناس إلى أن الكلية متعددة التخصصات بمدينة ميدلت ستحتوي جميع الحقول المعرفية، من اقتصاد وتدبير وقانون وعلوم وتقنيات وآداب وعلوم إنسانية واجتماعية، موضحا أن طاقتها الاستيعابية تقدر بـ10 آلاف طالب وطالبة، مذكرا أن الكليو ستحتوي أيضا على مجموعة من الشعب الأخرى.
والمؤكد وبشهادة جميع الشركاء فقد كان المصطفى النوحي يرى المشروع من اولى الاولويات ؛وكان شديد الحرص على ميلاد هذه المؤسسة الجامعية بهذه الربوع، و ترافع بإصرار لدى وزير الفلاحة لتسليم البقعة الأرضية لفائدة جامعة مولاي إسماعيل قصد بناء كلية متعددة التخصصات .
وللامانة ايضا فقد أبدى كل من رئيس مجلس جهة درعة تافيلالت ورؤساء المجالس الجماعية استعدادهم والتزامهم للمساهمة في تمويل المشروع.
ولكن وزير التعليم العالي والبحث العلمي (ميراوي) ومن ورائه حكومة أخنوش اجهضت الحلم الجميل؛ وخيبت آمال كل الذين أعدوا لميلاد هذا الصرح الكبير بحجة أن دراسة تقنية خلصت الى ان تشتيت الكليات غير مجدي والاحسن جمعها في إطار الجامعات.
ويبدو أن قرار الوزير ميراوي حينها كان دافعه هاجس مادي فقط ؛و كانت حكومة أخنوش غير مستعدة آنذاك لمثل هذه المشاريع المكلفة .
غير أن الأمور تغيرت حاليا بعد مغادرة الوزير الذي فشل في تدبير قطاع التعليم العالي؛ و ميزانية قطاع التعليم العالي ارتفعت نسبيا ؛ولهذا قد يتجدد تجسيد الحلم؛ والمطلوب من النواب البرلمانيين الأربعة عن دائرة ميدلت( مروان اشبعتو؛ حياة اومنجوج؛ رشيد عدنان ورشيد الطيبي علوي )الترافع بقوة وإصرار في اللجن القطاعية التي تقام حاليا لاعداد ميزانية 2025 بهدف تغيير قرار الوزارة واعتماد كلية بميدلت علما أن ثلاثة منهم من الأغلبية وواحد من المعارضة.
وقد سبق لبعضهم تقديم ملتمس فردي وطرح أسئلة تصب في هذا الاتجاه؛ الا أن الالحاح والاتحاد وحشد الدعم من كل الفرق البرلمانية من شأنه تغيير قرار الحكومة؛ واقرار الكلية بميدلت وهذا نجاح سياسي باهر لهم جميعا .
وفضلا عن ذلك فالمأمول من العامل الجديد عبد الوهاب فاضل مواصلة عمل سلفه النوحي و متابعة الملف عن كثب والتنسيق مع كافة المتدخلين لتيسير تنزيل المشروع.
و يجدر التذكير ان خمسة آلاف طالب وطالبة من إقليم ميدلت يتابعون دراستهم الجامعية بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، وكل سنة يحصل أزيد من 2000 تلميذ وتلميذة على شهادة البكالوريا.
الا تشفع هذه المعطيات السابقة لتليين قرار الحكومة والمشرف على القطاع ؟ الا ترى الحكومة أن طلبة المنطقة نصفهم لا يحصل على منحة جامعية ؟ الا تعرف الحكومة من خلال معطيات الاحصاء الاخير أن مؤشرات الفقر وشظف العيش مرتفعة بكل جغرافية الاقليم ؛وقدرات اولياء الحاصلين على الباكلوريا ضعيفة لتمويل متابعة الدراسة بعيدا عن مقر السكن ؟ الا يمكن التخفيف من ثقل تمدرس الأبناء وتقليص مستويات الهدر المدرسي ونقص تكاليف متابعة الدراسة الجامعية.؟
فما أحوج ساكنة ميدلت والمناطق المجاورة إلى كلية متعددة التخصصات ليتوقف نزيف هجرة جماعية للاسر في اتجاه مدن محظوظة باحتضان كلية ومعاهد عليا؛ وفي ذلك فليتنافس المتنافسون !!! .