ميدلت بريس.نت – بوبيزة محمد.
في سياق مشاركته في المناظرة الوطنية الثانية حول ورش الجهوية المتقدمة، التي انعقدت يومي 20 و21 دجنبر الجاري بطنجة صرح رئيس جهة درعة تافيلالت اهرو أبرو أن 97 في المائة من ميزانية الجهة تأتي من الدولة و3 في المائة فقط من الموارد الذاتية للجهة.
ورفع طوال اطوار المناظرة المذكورة شعار أن 10 مليار درهم التي تدخل صندوق الجهة لا تكفي لجهة( الفقر وارتفاع الخصوبة) ولهذا اقترح (وصفات ) على حد تعبيره لزيادة صبيب صنبور السيولة المالية للتغلب على العجز الذي يعيق التنمية بكل ابعادها بجهة درعة تافيلالت.
و بهذا اقر المتحدث وفي السياق ذاته ب عدم كفاية الموارد المالية التي تحصل عليها الجهة لتمويل برامجها وسياساتها المحلية، ملمحا أن الإدارات المركزية تحتفظ بعقلية تركز المهام والتحكم في الموارد، وهو ما يشكل عائقاً كبيراً أمام استقلالية الجهات..
غير أن رئيس جهة درعة تافيلالت أغفل طوال حديثه عن الموضوع ان جهات المملكة كانت تسير( قبل إحداث جهة (درعة تافيلالت)بميزانية أقل من ماهو متاح حاليا؛ قبل أن يرتفع الدعم إلى 5 في المائة ومنها (جهة مكناس تافيلالت وب85 مستشار عوض 45 حاليا.
ونسي المتحدث أن الدولة أنشأت وكالات جهوية لتنفيذ المشاريع بين عامي 2016 و2022، مع تخصيص إعانات مالية كبيرة تقدر بـ 8 مليارات و510 ملايين درهم لهذه الوكالات؛ فضلا عن خلق نحو 9 شركات للتنمية الجهوية برأسمال إجمالي تجاوز 207 ملايين درهم.
وقد حصلت الجهات على موارد ناهزت 47 مليار درهم بين عامي 2016 و2022، وهذه التحويلات تأتي من مصادر متنوعة، مثل الضريبة على الدخل والضريبة على الشركات، التي تشكل الجزء الأكبر من تمويل هذه الجهات.
فالفلسفة التي بنيت عليه الجهوية المتقدمة هي تخفيف العبء عن المركز و البحث عن تعزيز التنمية المحلية بالموارد الذاتية بنهج أساليب مبتكرة لرفع جاذبية الجهة واستقطاب استثمارات ؛ وتسويق مؤهلات الجهة لتطعيم مواردها الذاتية.
ومع الاسف الشديد عندما نقرأ أن الموارد الذاتية تساهم ب3 في المائة في ميزانية جهة درعة تافيلالت يتأكد لنا أن جهة درعة تافيلالت تسير الى الحائط ؛و تتنفس بريع الدولة ؛و تطالب الجهات بالتضامن معها في اطار (صينية عاونو الجهة.)
فلا يجوز ( على الاقل أخلاقيا)أن نعلق فشل تنمية جهة درعة درعة تافيلالت على ضعف موارد الدولة فقط؛ ولتكن لنا الجرأة لنقوم بنقد ذاتي بحثا عن مكامن فشل التنمية في الجهة الاولى في مؤشرات الفقر والخصوبة.
فحتى ولو وضعوا في يدك ( السيد الرئيس) ميزانية الدولة كاملة فلن تخلق تنمية حقيقية تصل الى جيوب المواطنين ومعيشهم اليومي لانك تفتقر إلى رؤية واضحة؛ وبرنامج تنموي شفاف ودقيق وكفاءات مسيرة ؛ونخب مؤهلة واعية نزيهة تعمل بإرادة حقيقية ونكران الذات وقادرة على خلق مناخ صحي لخلق الثروة و عقد شركات متينة مربحة و تعزيز الثقة في فرص التنمية بالجهة وتتطلع لتغيير الواقع إلى الأفضل وليس لإدارة الوضع القائم.
المدخل الاول السيد الرئيس للنجاح هو( ما في الصندوق يبقى في الصندوق) ولا يصرف درهم واحد منه بغير سند المصلحة العامة .
فميزانية التسيير تتطلب الترشيد الامثل وصرفها لشراء الولاءات الشخصية والحزبية ؛و ضمان الأغلبية وتطعيم الجمعيات بدون محاسبة ومتابعة تنم عن اسهال خطير ؛و الاصابة بانفلونزا (هدر المال العام). فترشيد النفقات يمكن
من المساهمة في الاستثمار العمومي الذي يوضع تحت مجهر المراقبة ؛ويسمح بتشجيع ودعم استثمارات الانتاج التي توفرمناصب شغل كبيرة ومنتوجات مطلوبة للسوق المحلية باسعار معقولة.
جهة درعة تافيلالت السيد الرئيس تشكو الآن من اورام خبيثة ونحن بحاجة إلى جهد كبير لاستئصالها وانتم وعدتمونا بذلك ونتمنى الا تقولوا ان وعدكم ليس في الدنيا ولكن في الآخرة .