ميدلت بريس.نت- محمد بوبيزة .
خرج تدبير جمعيات النقل المدرسي بإقليم ميدلت الى العلن وتجاوز أسوار الجماعات الترابية بعد أن كشف مستشارون جماعيون خلال دورة فبراير عن اختلالات وعيوب خطيرة تشوب تدبير النقل المدرسي بأغلب جماعات الاقليم.
واتهم مستشارون رؤساء جماعات بالتستر و التواطؤ وغظ الطرف عن تجاوزات جمعيات النقل المدرسي.
فبعد أن إستفحل التخبط والعشوائية بقطاع النقل المدرسي دخل الاباء واولياء أمور التلاميذ و كذا فعاليات حقوقية ومدنية على الخط مطالبين السلطات الاقليمية بميدلت بفتح تحقيق شامل في شبهات وجود اختلالات مالية وإدارية ومصالح سياساوية تعوق تسيير هذا المرفق الاجتماعي الحيوي .
وفي سياق الجدل الدائر حول “سوء إدارة الأموال المخصصة لخدمة النقل المدرسي”. يطالب الجميع رؤساء الجمعيات بتقديم توضيحات دقيقة حول الوضع المالي لها، مدعمة بالأوراق المحاسبتية والفواتير.
وارتباطا بالسياق ذاته، اشتكى بعض أولياء التلاميذ من إلزامهم بدفع الواجب الشهري، دون الحصول على أي وصولات أو مستندات تثبت ذلك.
وتساءلت مصادر أخرى من داخل المجتمع المدني عن كيفية تصريف هذه الأموال في غياب التوثيق المالي، وتعدد الأشخاص الذين يتسلمون المدفوعات دون أي إشراف رسمي.
ورغم هذه الثغرات التي تشوب التسيير التي سجلها وأعرب عنها مستشارون وافقت أغلب المجالس الترابية على الدعم السنوي المقدم للجمعيات، رغم غياب المبررات المالية المتعلقة بصرف المبالغ السابقة، وهوما يعكس بجلاء ارتجالية في التدبير المالي.
من جهة أخرى، عبر مستشارون وفاعلون مدنيون عن قلقهم الشديد من وجود روابط عائلية بين أغلب رؤساء الجمعيات المسيرة للنقل المدرسي او مع أحد أعضاء مكاتبها ورئيس الجماعة أو أحد نوابه او عضو من اعضاء المكتب المسير للجماعة.
وهذا من شأنه تسييس هذا المرفق الاجتماعي الحيوي واستغلاله لخدمة أجندة سياسية.
وسجل مستشارون بالجماعات الترابية تخصيص مبالغ ضخمة لاصلاح حافلات النقل المدرسي وشراء لوازمها إلا أن هذه الإصلاحات لم يتم توثيقها بالفواتير ؛ولم يظهر أثرها على الحافلات. كما أشارت ذات المصادر إلى تردي خدمات النقل وسيادة الاكتضاض الذي يتجاوز الطاقة الاستيعابية؛ ووجود الاختلاط بين الجنسين و تفشي سلوكيات التهور والاستهتار الذي رصدته عدسات المصورين ؛وسجل تلاميذ متذمرون استغلال بعض الحافلة لنقل ركاب راشدين وحمل امتعتهم.
فكل هذه الاختلالات والسلوكيات من شأنها تهديد حياة التلاميذ ودفعهم الى مغادرة مقاعد الدراسة.
وبناء عليه تدعو الفعاليات السياسية وآباء واولياء أمور التلاميذ إلى ضرورة فتح تحقيق عاجل وشفاف في هذه الاختلالات المالية والإدارية والسلوكيات المقترفة، لمحاسبة المسؤولين وضمان عدم استمرار الفساد في تسيير هذا المرفق الحيوي الذي يعد أساسيًا لضمان وصول التعليم إلى جميع التلاميذ.