ميدلت بريس.نت
كان الكبش كابوسا مزعجا يترآى في مرايا أغلب فئات الشعب المغربي.
فقرار أمير المؤمنين بعدم إقامة شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام أزال حرج كبير على فئات واسعة من الشعب المقهور؛ واستقبل القرار بارتياح واسع وفرح عارم بالنظر للواقع الاجتماعي والاقتصادي الذي يزداد اختناقا يوما بعد يوم، وللتحديات القائمة وتدني القدرة الشرائية، وتراجع قطيع المواشي التي كانت “لوبيات المضاربات” تتربص من أجل استيرادها من خارج البلاد، استعدادا للعيد الكبير لمص ما تبقى من دماء الشعب.
وأمام القرار أيضا نقول: لا عزاء لـ”الشناقة” و”الكسابة السماسرة” الذين اعتادوا استنزاف جيوب الفقراء والبؤساء والكادحين، ولا مجال للسياسيين الذين يستغلون المناسبة دونما ضمير لتمرير الوعود الجوفاء والاستثمار في الأحلام الانتخابوية.
لقد تلاشى روح العيد كما عُرفت في السابق، عندما لم يعد السؤال عمّا تعنيه الأضحية في الدين الإسلامي، بل انحصر في حسابات مادية بحتة: كم سيكلف “الحولي”؟ هل يمكن تأمين ثمنه ب “الكريدي”؟ .
لقد تحوّلت الشعيرة من طقس ديني إلى هوس استهلاكي، ومن سنة مؤكدة إلى عبء ثقيل لا يستطيع تحمله ذوو الدخل المحدود.
فئة فقراء هذا الوطن التي توسعت في ظل الحكومات المتعاقبة فرحت بإزالة كابوس أضحية العيد وتأمل أن تتوسع دائرة إزالة الكوابيس الى المواد الغذائية والخضر والفواكه وتخفيض الفواتير والضرائب والمحروقات و مواد البناء والزيادة في الأجور وفي عدد فرص الشغل …