ميدلت بريس.نت- – محمد بوبيزة.
كشفت جريدة هيسبريس الاليكترونية أمس السبت 19 أبريل 2025 استنادا إلى إفادة أستاذ جامعي وخبير جيولوجي أن صخرة مسطحة تحمل آثارا متحجرة لأطراف زواحف طائرة (البتيروزورات) وديناصورات وسلاحف وكائنات منقرضة أخرى بموقع “ميبلادن” ضواحي مدينة ميدلت قد تعرضت للسرقة باستعمال منشار لتقطيع الصخور.
ؤأضاف المصدر مدققا
أن الصخرة تم تقطيعها وسرقتها بالكامل، مرجحا أن يكون من يقف وراء هذا العمل التخريبي تجار ومهربو المستحثات.
ولم يستبعد المتحدث ذاته أن تكون الجهة التي تقف وراء هذا العمل التخريبي قد قامت بذلك بتواطؤ مع أشخاص أجانب، مستغربا طريقة قطع الصخرة وحملها؛ نظرا لوزنها الثقيل.
فإذا كان الخبر صحيح فعلا
والصخرة الأثرية غير موجودة فنرجح أن خبر السرقة الموصوفة نزل كالصاعقة على كافة السلطات باقليم ميدلت لانها تهيم في واد بعيد كل البعد عن ما هو ثقافي و تاريخي وتراثي ؛ فضلا عن غياب مسؤولين مهتمين بحماية الاثار الاركيولوجية بالاقليم ؛والا فبماذا نفسر تكاثر دكاكين ومتاحف المستحثات التي تعرض المصنوعة وتخفي الاصلية ؟
وحسبنا أن نلفت انتباه المسؤولين بإقليم ميدلت الى أن (موقع ميبلادن) يكتسي أهمية بالغة؛ بالنظر إلى غناه بآثار “بتيروزورات” عمرها ما بين 110 ملايين سنة و115 مليون سنة، فضلا عن أنه يصنف من المواقع النادرة على المستويين الوطني والدولي.
والخطير في الأمر أيضا
أنه بينما كان السائد هو الخوف على سرقة المستحثات وتهريبها إلى الخارج أصبح الآن الخوف على تقطيع الصخور التي تحمل آثار الديناصورات التي توجد بـ65 موقعا تقريبا بالمغرب؛ وهو ما وقع لصخرة (ميبلادن) التي تم تقطيعها بالكامل وهذا يشكل في حد ذاته جريمة كاملة الأركان .
والادهى والأمر هو أن يقترن تقطيع الصخرة بالكامل بتهريبها الى الخارج لتتحول الى أرصدة بنكية فلكية لصالح اللصوص المهربين وخسارة فادحة للبحث العلمي والثرات الاركيولوجي المغربي.
من تجرأ على تقطيع وثيقة أثرية غاية في الأهمية ؟ من هربها الى الخارج وتخطى قيود الجمارك علما أن المستحثات خاضعة لإجراءات خاصة، إذ تعتبر محظورة بمفهوم الفصل 23 من مدونة الجمارك والضرائب غير المباشرة، و حيازتها تعتبر حيازة غير قانونية طبقا لمقتضيات الفصل 281 (فقرة
من مدونة الجمارك؟ من يلجأ إلى إخفاء المستحتاث الأصلية الناذرة وعرض المستحثات المصنوعة لتمريرها للخارج وتمويه الجمارك ليبيعها للحرفيين والباحثين الاجانب بملايين الدولارات ؟ من يستغل التخبط التنظيمي الذي يميز هذه المواقع الأثرية وغياب الحراسة ويستغل نفوذه للعبث بالاثارات الاركيولوجية والاحجار النفيسة وتهريبها ؟؟؟

الجريمة هاهي وخيوطها وأدواتها بارزة؛ فعوض أن تكون هذه الآثار الاركيولوجية في مكانها الطبيعي؛ أو في متحف وطني او معهد عمومي للبحث العلمي تبخرت وتحولت إلى أرصدة بنكية فلكية.
والمطلوب الان هو الا تمر الجريمة بلا تحقيق دقيق وشفاف من طرف النيابة العامة المختصة كما تم إقبار تحقيقات سابقة مازال الرأي العام ينتظر نتائجها.
فهذه جريمة أهدرت دم التاريخ ؛والثرات الجماعي وإشعاع المنطقة والمغرب ككل مقابل دولارات زائفة.
والمطلوب ايضا أن تعي كافة السلطات باقليم ميدلت مسؤولياتها في الحفاظ على ماتبقى من الاثارات الاركيولوجية والاحجار النفيسة؛ وتضرب بقوة على كل المتربصين بها ؛الذين يسيل لعابهم على الاحجار النفيسة والاثار الناذرة والكنوز التي يزخر بها باطن هذه الأراضي والتي يلهج ظاهرها بكل مظاهر الفقر والتهميش وشظف العيش .
.