“مصلحة الترويض والتأهيل الوظيفي بميدلت: إهمال صارخ وتجاهل لمعاناة الساكنة”

“مصلحة الترويض والتأهيل الوظيفي بميدلت: إهمال صارخ وتجاهل لمعاناة الساكنة”

ميدلت بريس.نت – تحقيق: [نقابي ]

في الوقت الذي تُولي فيه الدولة أهمية كبرى لقطاع الصحة، وتُعلن عن برامج طموحة لتعزيز الرعاية الصحية، يجد سكان إقليم ميدلت أنفسهم أمام واقع مرير، حيث تعاني مصلحة الترويض والتأهيل الوظيفي من إهمال كبير، رغم أنها تشكل شريانًا حيويًا لآلاف المرضى الذين يحتاجون إلى خدمات العلاج الطبيعي، والتأهيل الحركي، وتصحيح النطق، وغيرها من الخدمات الأساسية.
### **واقع مأساوي.. أطر شحيحة وبُنى تحتية غير لائقة**
بحسب شهادات موثوقة ووقائع ميدانية، فإن مصلحة الترويض والتأهيل الوظيفي بمستشفى ميدلت الإقليمي تعاني من نقص حاد في الأطر الصحية، حيث لا تتوفر سوى **مُروضة واحدة** تتحمل وحدها عبء تقديم الخدمة لساكنة الإقليم بأكمله، وهو ما يجعل المرضى ينتظرون أشهرًا للحصول على موعد.
كما أن المصلحة تفتقد لاختصاص **النفساني الحركي** منذ أكثر من سنة، دون أن يتم تعويضه، مما يحرم المرضى، خاصة الأطفال وذوي الإعاقات الحركية، من رعاية متخصصة ضرورية. أما **مصحح النطق**، فهو الآخر وحيد في الإقليم، مما يزيد من معاناة المرضى الذين يعانون من صعوبات في الكلام أو التواصل.
### **بُنى تحتية غير ملائمة.. مسجد وقاعات ضيقة!**
لا يقتصر الإهمال على النقص في الموارد البشرية، بل يتعداه إلى **غياب بنية تحتية مناسبة**، حيث تُقدم خدمات الترويض الحركي داخل **مسجد المستشفى الإقليمي**، في مشهد يثير الاستغراب، ويُظهر مدى التهميش الذي يعانيه القطاع الصحي بالميدلت.
أما مصحح النطق، فيمارس عمله داخل **قاعة ضيقة** وسط مصلحة الأطفال، مما لا يوفر الحد الأدنى من الخصوصية أو الظروف المناسبة للعلاج. بينما يُضطر أخصائيو **تصحيح النظر** إلى التنقل بين قاعة طبيب العيون بالمستشفى يومين في الأسبوع، وقاعة أخرى بالمركز الصحي الحضري ألمو، مما يُرهق المرضى ويُجبرهم على التنقل داخل المدينة.
### **تحركات نقابية دون استجابة**
في مواجهة هذا الوضع المزري، **ترافعت الجامعة الوطنية للصحة المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل** بميدلت مرارًا وتكرارًا، حيث نبهت إلى خطورة الأوضاع، وطالبت بـ:
1. **تزويد المصلحة بالأطر الكافية**، ووضع حد للنقص المهول في الكوادر.
2. **بناء مقر جديد خاص بمصلحة الترويض والتأهيل الوظيفي**، يكون مجهزًا وفق المعايير العلمية.
3. **وقف التمييز ضد إقليم ميدلت**، الذي يعاني من تهميش صارخ مقارنة مع أقاليم أخرى تتوفر على ظروف أحسن.
لكن كل هذه المطالب، وفق المصادر النقابية، **لم تجد أي استجابة من المسؤولين، لاسيما المديرية الجهوية للصحة**، التي تتهم بـ”التغاضي المتعمد” عن معاناة الساكنة. و تعتزم الجامعة الوطتية للصحة إ م ش على خوض أشكال نضالية غير مسبوقة من ضمان توفير هذه الخدمة لمواطني إقليم ميدلت
### **إدارة صحية غائبة.. وأسئلة مشروعة**
يتساءل سكان ميدلت: **لماذا يُترك إقليم كامل يعاني من نقص فادح في الخدمات الصحية الأساسية؟** ولماذا يتم تفضيل أقاليم أخرى، رغم أن ميدلت تحتاج إلى تدخل عاجل؟
الوضع الحالي يؤكد أن **إقليم ميدلت ليس ضمن أولويات الإدارة الصحية، خاصة على المستوى الجهوي**، وهو ما يتناقض مع الشعارات الرسمية حول تعميم الرعاية الصحية وتقريب الخدمات من المواطنين.
### **نداء عاجل**
تدعو الجامعة الوطنية للصحة والاتحاد المغربي للشغل **كافة المسؤولين، وخاصة وزارة الصحة والمديرية الجهوية، إلى التدخل العاجل** لإنقاذ مصلحة الترويض والتأهيل الوظيفي من الانهيار، وتوفير موارد بشرية كافية، وبناء مقر لائق يليق بكرامة المرضى.
وفي انتظار أي تحرك، تبقى ساكنة ميدلت **رهينة الإهمال والتهميش**، في مشهد يعكس بوضوح **الفوارق الصارخة بين المناطق** في مجال الحقوق الصحية الأساسية.
**ختامًا.. متى تستجيب الوزارة الوصية لمعاناة أهالي ميدلت؟**
عاااجل
error: Content is protected !!