ميدلت بريس.نت*محمد بوبيزة.
احتضن مقر عمالة إقليم ميدلت، امس الاثنين، لقاء تواصليا نظمته اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، بمناسبة تخليد الذكرى ال20 لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تحت شعار “20 سنة في خدمة التنمية البشرية”.
وسرد المتحدثون باسهاب كبيرالمكتسبات والمنجزات التي تحققت منذ انطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في 18 ماي 2005، بفضل مهندسها ومبدعها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي ما فَتِئَ يولي عنايته السامية بالتنمية البشرية بشكل عام وبتثمين العنصر البشري بشكل خاص.
وعدد المتدخلون كالعادة المشاريع المنجزة؛ وسردوا ارقامها الفلكية على مسامع الحضور .
اللقاء التواصلي المذكور لم يتجاوز صداه جدران القاعة المحتضنة ؛وكان من الاجدى والافيد أن يتم تخصيص لقاء الذكرى20 بشكل شفاف لتقييم حصيلة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وتأثيرها على التنمية بالاقليم .
ونتساءل هل ساهمت مختلف برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم ميدلت في تجسيد مفهوم جديد للتنمية أساسها خدمة المواطن؛ وتكريس سياسة القرب، و الانخراط في صيرورة الأوراش عبر تعاقدات استراتيجية وشراكات مثمرة مع مختلف الفاعلين الاجتماعيين؟؟؟.
ومن المناسب ايضا التذكير في السياق ذاته أنه من أهم ركائز المبادرة في مرحلتيها الأوليتين، محاربة الفقر والإقصاء الاجتماعي والهشاشة، والمساهمة في تحسين مؤشرات التنمية البشرية فهل حققت برامج المبادرة بإقليم ميدلت هذه الأهداف ؟ وما هي مستويات التحقيق والتنزيل ؟.
وغير خاف أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية المرتكزة على التوجيهات الملكية السامية، أرست تصورا جديدا للتنمية يتجاوز المنظور التقليدي ذو البعد الاقتصادي المحض، وجعل من العنصر البشري محورا مركزيا للتنمية وفاعلها الأساسي.فهل غيرت البرامج هذه المعادلة بإقليم ميدلت هل تحسنت مؤشرات حالة المرأة القروية والرحل بالهوامش؛ وتحركت نسب التشغيل الذاتي للشباب باحزمة المدن والعالم القروي؟
هل فعلا قطعت برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عندنا أشواطا ولو صغيرة على مستوى محاربة الهشاشة والإقصاء، و تحسين الولوج للخدمات الصحية والتعليمية، وخلق فرص للتشغيل.
فبرامج المبادرة الناجحة في مناطق أخرى
دخلت المرحلة الثالثة، وجددت بشكل عميق رؤيتها الإستراتيجية من خلال التركيز بالأساس على تثمين الرأسمال البشري ومؤهلات الأجيال الصاعدة.
وبصراحة فحصيلة إنجازات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خلال مراحلها الثلاث على مستوى الإقليم تبدو لنا وربما لغيرنا وردية على الورق ، ولكن في الواقع نتساءل بمرارة هل لهاأي أثر مباشر على تنمية حياة المواطنين في المدن والقرى ؟
وصلة بما سبق ما هو أثر التدخلات خلال المرحلتين الأوليتين على تدارك الخصاص المستشري المسجل على مستوى البنيات التحتية والخدمات الأساسية من بناء طرق وفتح مسالك وتزويد الدواوير بالكهرباء والماء الصالح للشرب؟؟؟؟ وما هي نسب التدخلات على مستوى محاربة الفقر وتحمل الفئات الهشة عبر خلق مجموعة من أنشطة مدرة للدخل.
ماهي حصيلة تثمين وتطوير الرأسمال البشري بالاقليم ؟ هل تتم المواكبة الميدانية لهذه المشاريع؟ هل يتم التكوين ؟ كيف يتم اختيار مشاريع الشباب والمشاريع المدرة للدخل ؟
لقد نظم شباب مقصيون من الدعم وقفات احتجاجية أمام مقر العمالة في غضون الاشهر الماضية بسبب الاقصاء؛ واستنكروا التلاعب في المستفيدين وشككوا في نزاهة اختيار المشاريع؛ والوضع مازال على حاله وربما يتفاقم.
لقد ضخت الدولة الملايير في مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومع الاسف كما يقول المثل ( كمن يصب الماء في الرمل) وكان من الأنسب تخصيص ذكرى مرور 20 سنة للاستنباط الاخطاء والمعيقات لرسم خارطة طريق تقطع مع العبث والفوضى والتخبط والزبونية .
-إعادة النظر في أعضاء اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية وضخ دماء جديدة وانتقاء عناصر ذات كفاءة وأفكار جديدة.
– استبعاد كراكيز مسيرة مطيعة ومنبطحة و التي عشعشت هناك لقضاء مآرب مشبوهة.
– فتح تحقيق دقيق وشامل حول المشاريع الممولة والجمعيات المستفيدة ومآل الأموال والمبالغ الفلكية المرصودة لمشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم ميدلت في سياق ربط المسؤولية بالمحاسبة.
تقييم مشاريع منجزة ماذا حققت ؟ ماجدواها ؟نموذج دور الولادة. ومحاسبة الجمعيات المستفيدة من الدعم؛ استرجاع الأموال المقترضة ؟؟؟.
وقد لا نحتاج الى ما ينبعث من روائح كريهة بمطبخ قسم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة ميدلت فاحوال الشباب ومؤشرات التنمية بكل ابعادها بكل جغرافية الإقليم تلهج بالهشاشة والفقر وشظف العيش وقلة ذات اليد.